لاتزال الاوضاع في إرتريا تزداد سوءاً

التحالف الديمقراطي الإرتري

مكتب الإعلام

17.08.2005

تزداد الأوضاع في إرتريا سوءا يوما بعد أخر ، وليس هناك ما يدعو إلى التحسن ، حيث تشير التطورات إلى أن البلاد تتجه نحو المجاعة وندرة الحبوب الغذائية مع إرتفاع أسعارها .

كما أن سيطرة نظام أسياس على النشاط التجاري ومنع تجار القطاع الخاص من مزاولتها ، جعل منه الرابح دون منافس ، حيث فتح محلات تجارية تحتكر بيع السلع الأساسية للمواطن بأسعار خيالية عن طريق بطاقات تمونية .

وفي هذه الأثناء ما تزال تستمر ممارسات وسياسات النظام القمعية المتعلقة بنزع الشباب من مدارسهم ومن أحضان أوليائهم والزج بهم في معسكرات التجنيد الإجباري .. ولم يبق أمام هؤلاء الشباب الذي ضاقت عليهم سبل الحياة في إرتريا سوى الهروب إلى دول الجوار . ولم تعد سرا المخاطر والظروف التي تجابههم في رحلتهم تلك ، بل صارت تلك المخاطر معروفة ليس للإرتريين فحسب ، بل أيضا للدول المجاورة وأوربا .

لم نسمع أو نشاهد حتى في عهود الاستعمار أن يجرم الأباء بما فعله الأبناء ... ولكن ومنذ فترة ليست بالقصيرة تبني نظام أسياس سياسة اعتقال أولياء أمور الشباب الهاربين والزج بهم في السجون أو فرض غرامات مالية عليهم ، مما يضاعف من معاناتهم التي هم فيها نظرا لإنشغال على أبنائهم الذين لا يعرفون مصيرهم .

وفي هذه الأيام قام النظام في الإقليم الجنوبي الذي يضم جزءا كبيرا من إقليمي سراي وأكلي قوزاي بحملة اعتقلات واسعة في أوساط أولياء أمور الشباب الذين اختفوا من أنظار النظام سواء في داخل إرتريا أو خارجها، شملت أعدادا كبيرة . وتفيد المصادر بأن الحملة الاعتقالات ستنتقل لاحقا إلى العاصمة أسمرا والأقاليم الإرترية الأخري.

وتفيد المصادر من تلك المناطق بأن أساليب النظام الوحشية هذه تطال في المقام الأول والد المختفي ، وإن لم يوجد فأمه ، وإن لم توجد أمه، أخاه الأكبر أو أخته الكبري . كما أن تلك المصادر أكدت بأن تلك الحملة طالت حتى كبار السن أو العجزة وأصحاب العاهات المزمنة ... حيث تم اقتياد فاقدي البصر من الأولياء مع معاونيهم إلى السجون ... كما أن العديد من الحوامل وضعن أطفالهن في السجون .

وذكرت أيضا تلك المصادر أن هذه الممارسات الوحشية قد شارك فيها حكام الأقاليم والوزراء من خلال اعداد  التصورات واختيار الأماكن التي يتم فيها هذا الإجراء وعمل التمويهات اللازمة من أجل خداع المواطنين .

وما يمكن استنتاجه ومن غير صعوبة ، أن التنمية أو إقامة نظام ديمقراطي في إرتريا ليس من أولويات واهتمات نظام أسياس ، بل أن أولويات واهتماماته منصبة على عمليات اعتقال واختطاف المواطنين الأبرياء .

وتعتبر إرتريا من الدول التي بها أعداد كبيرة من السجناء .. وفي ظروف قاسية وغير ملائمة لحياة البشر في سجون هي عبارة عن حفر وخنادق معدة لاحتجاز السجناء سواء كان ذلك لدي دائرة السجون أو دوائر الشرطة ، وبالتالي فإن هؤلاء الآباء الذين تعرضو لحملات الاحتجاز والأسر مؤخرا من قبل النظام لا يصعب فهم الظروف والأوضاع التي يعانون منها خاصة ونحن في فصل الخريف .. حيث أن المواقع التي يحتجزون فيها لا تحميهم من الأمطار أو الرياح أو البرد ، خاصة في ظل غياب الرعاية الصحية اللازمة ... كما لا يصعب إدراك طبيعة الأمراض التي يصابون منها أو حلات الوفاة التي يتعرضون لها نتبجة تلك الاوضاع .

أما فيما يتعلق بدوافع النظام من هذه الحملات ، فيمكن القول بأن دوافعه ستنبئ عته الأيام مستقبلا ... ولكن ومن خلال بعض القرائن يمكن استنتاج بعض الدوافع الآن .. من هذه الدوافع ، أولا يريد النظام من خلال هذه الممارسات إذلال الشعب ، وثانيا محاولة إيقاف عمليات هروب الشباب ، وفي المرتبة الثالثة يريد النظام من هذه الحملة جمع الأموال لخزينته المتعبة من خلال فرض غرامات يفرضها على هؤلاء دون استناد إلى قانون أو حكم قضائي .

ودليلنا على ذلك ما فرضه النظام مؤخرا على أولياء أمور المختفين من غرامات مالية ، تبلغ (10.000 ) نقفة للمختفين عن التجنيد الإجباري داخل إرتريا مع ضرورة إحضاره ، ولا ندري إن كان النظام يعيد لولي الأمر مبلغ الغرامة بعض إحضار إبنه أم لا ... ولكن ذلك لا يستقيم مع طبيعة النظام ودوافعه من فرض الغرامة .. كما يفرض غرامة مقدراها (50.000 ) نقفة للمختفين خارج إرتريا ... بالطبع دفع هذه الغرامات الباهظة ليست ميسورة للكثيرين في الظروف الر اهنة ، بالتالي فإن استمرارية أسرهم هي الظروف الأكثر مواتية .

من المؤسف أن العناصر القيادية التي تشرف على القوة التي تقوم بهذه العمليات اللإنسانية هم مناضلون إبان فترة الكفاح المسلح ... والذين يقومون الآن بأسرهم وإهانتهم هم الذين كانوا يقومون برعايتهم وخدمتهم في أحلك الظروف ليس هذا فحسب ، بل كان هؤلاء هم الذين يحملونهم عندما يجرحون في المعارك ويذهبون بهم إلى المستشفيات لعلاجهم والحفاظ على حياتهم .

إذن كيف يمكن أن يكافأ الشعب الذي ضمن الاستقلال من أبنائه الذين فداهم بالغالي والنفيس بهذه الطريقة ؟!!!

ومن رأينا أن من المسئولية الأخلاقية والإنسانية أن يتخلى هؤلاء من العناصر القيادة المتنفذة في النظام والتي تعمل ليل نهار من أجل مصالحها ومصالح نظامها ، والإنحياز لمصالح شعبهم الذي يمثلون هم جزءا أصيلا منه

، وتخليصه من معاناته  ... بالتأكيد أن الأوضاع ستتغير ، وأن نظام أسياس إلى زوال ، وربما سيتمكن الشعب من محاسبته ..  وليس ببعيد في هذا الشأن ما جرى في دول وسط أفريقيا عقب انهيار الانظمة الدكتاتورية .