السجون إحدى الشواهد على جرائم النظام الإرتري

التحالف الديمقراطي الإرتري

مكتب الإعلام

18.08.2005

 

 

قيل وكتب الكثير حول ممارسات وانتهاكات النظام الإرتري لحقوق الإنسان الإرتري ، وليس هناك الكثير مما لم يثر في هذا الأمر ، كما أن محاولات النظام لإخفاء وجهه القبيح قد باءت بالفشل ، وصار مكشوفا أمام الجميع ، حتى سدنة النظام لم يعد بإمكانهم سوى الإقرار بمساوي النظام .. غير أن ذلك لا يعني بالضرورة بأن النظام توقف من محاولات تلميع ذاته .. أو أن كل السدنة قد نفدوا أيديهم من النظام ، بل ما تزال هناك قلة تستغل غيرة شعبنا وحبه لوطنه وتعمل على تجييش تلك المشاعر الوطنية ، وتسعى لإظهار النظام على أنه حامي حمى الوطن وأنه هو الحريص والحادب عليه . 

وقد سعى النظام وسدنته بقوة من أجل تصدير تلك المشاعر الوطنية الزائفة لدي الجماهير الإترية في الخارج بغرض حملها على تحريك مسيرات التأييد لنظامهم ، إلا أنهم فشلوا فشلا ذريعا في ذلك .. ويأتي في هذا السياق رفض الجماهير الإرترية في لندن في الأيام القليلة الماضية دعوة النظام للخروج في مسيرة مؤيدة له .

انطلاقا من ذلك نستطيع القول بأن أكاذيب النظام وخداعه لم تعد تصمد أمام حقائق الواقع ، وأن الأرضية التي يقف عليها باتت من الهشاشة بمكان . وفي هذا الظرف الدقيق الذي تتهاوى فيه أركانه ويضمحل فيه وجوده ، على الشعب الإرتري ألا يكون متفرجا دون حراك ، بل ينبغي أن تكون أولوياته العاجلة التصدي للنظام ، ويكون ذلك من ناحية بتصعيد النضال بغية التعجيل بسقوطه ، ومن ناحية أخري بالعمل على تهيئة الأرضية الملائمة لإقامة النظام الديمقراطي البديل على أنقاضه .. وهذا بالتأكيد يقع على عاهل الشعب الإرتري بأسره من خلال الإمكانيات التي يملكها والوسائل التي يعتقد في جدواها .

وفي تقديرنا يدرك الجميع دون عناء بأن الإعتقالات التي طالت كل بيت إرتري هي واحدة من الشواهد القبيحة للنظام القائم ، والذي حول إرتريا إلى سجن كبير أصبح فيها وضع من هم خارج السجون مماثلا لأوضاع من هم في داخل المعتقلات من حيث انتهاك الحريات .

والذي يمكن استخلاصه من هذا ، لم تعد السجون في إرتريا محلا للمجرمين ، بل هي مكان يذل فيها ويهان كل من يخالف رأي النظام .. وبالتالي هذا نهج درج عليه النظام ليتخلص من خصومه ، الذين ربما يتوقع أنهم يهددون استمرارية حكمه .

إن ما يتعرض له اليوم المعتقلون في إرتريا من مآسي ومعاناة في ظل النظام الدكتاتوري لا يمكن وصفها ، بل هي أسوأ وأكثر قساواة ومرارة حتى من العهود الإستعمارية التي مرت على إرتريا والتي تعرض فيها الإرتريون للإعتقالات والسجون التي يمكن وصفها بالمقارنة مع ما هو قائم الأن بأنها إنسانية .

كما يعلم الجميع ، لا يمكن في عهد نظام أسياس أن يعرف المعتقل لماذا اعتقل ... أو يسمح لأسرته أو محاميه بمقابلته ... أويعلمون حتي في أي معتقل هو ... وبالتأكيد لا يتم تقديمه للمحاكمة . ولأن المعاناة التي يواجهها المعتقلون معروفة لدى كافة الإرتريين ، والتي لا يمكن حصرها هنا فلن نقف إذن كثيرا عندها .

واجمالا يمكن القول بأن المعتقلين ليسوا مدانين بجرائم معينة ، سوى أن النظام رأى فيهم خطرا عليه وعلى مستقبله ، ليس لسبب ، بل لأنهم يخالفونه في الرأي والقناعة ، ولم يقبلوا بانتزاع الحزب الواحد دور الشعب الأصيل في اختيار من يحكمه ، ولأنهم ينتمون إلى تنظيمات سياسية أخرى ، ولأنهم أيضا يؤمنون بحرية الحصول على المعلومة دون تدخل الرقابة التي تمارسها الدولة ، ونشطوا في سبيل أن يكون ذلك واقعا معاشا .. ويعتقل الإرتريون كذلك لأنهم اختاروا أن يكونوا أتباع ديانات بعينها ... ويعتقلون أيضا لأنهم رفضوا قطع دراستهم والانخراط في التجنيد الإجباري الذي لا يمت بصلة بمقتضيات خدمة المجتمع .

والمعروف أن الإعتقالات التي يقوم بها النظام لا تفرق بين جنس وآخر ، أو دين وآخر ، أو قومية وأخرى ... ولكنه من أجل البقاء في سدة الحكم يعمد النظام في تبني سياسة " فرق تسد " يحاول من خلالها الإيحاء مرة بأن أتباع ديانة ما هم الذين يمارسون الإعتقال على أتباع ديانة أخرى ، أو قومية ما تمارس ذلك ضد أخرى ، وكل ذلك من أجل زيادة الشقة بين أبناء المجتمع الواحد وليستمر هو يستغل تلك التناقضات . غير أن تلك المحاولات قد اصطدمت بوعي الشعب الإرتري وباءت بالفشل ، ولم تكن هذه أولى المحاولات في هذا الاتجاه ، بل أن الاستعمار حاول من قبل استخدام تلك السياسة ولكنه فشل أيضا .

وفي هذه الآونة بدأت الأوضاع المتدهورة على الصعيد الإقتصادي والإنساني في إرتريا تجد اهتماما متزايدا من المجتمع الدولي ، ولكن هذا الاهتمام لا يجب أن يشعرنا بأن التحول الديمقراطي الذي ننشده مرهون بدور الآخرين ... بل علينا بالمقابل أن نصعد من نضالاتنا وتحذو كل منظمات المجتمع لدينا حذو منظمة Eritrean Release) ) في كشف ممارسات النظام القمعية للرأي العام الدولي .. كما يمكننا تشجيع نشاطات مماثلة لما قام به الأخوين صامويل قبري قرقس ، وتخلي قبري قرقس اللذان قطعا مشيا على الأقدام مسافة 1200 كيلو متر ، انطلاقا من مدينة جنيف وصولا إلى مدينة روما ، وذلك تضامنا مع المعتقلين الإرتريين ولشرح وكشف ما يتعرضون له من انتهاكات لكل من يقابلونهم في طريق رحلتهم .

كذلك عبر الشعب الإرتري في الداخل والخارج من خلال وقوفه خمس دقائق في العشرين من شهر يوليو المنصرم عن تضامنه مع إخوته المعتقلين . وتمثل هذه الخطوات في مواجهة شعبنا للنظام الدكتاتوري الجاثم على صدره فصلا آخر من فصول المواجهة المحتدمة بينهما .

ومن جانبنا نرى ضرورة تصعيد تلك النضالات ووتعزيزها من أجل إسماع صوتنا للعالم باعتبار ذلك من عوامل الفاعلة في كشف وتعرية ممارسات النظام وأحد مداخل انهياره .. كما تمثل أوضاع المعتقلين والسجون تغرات ضعف هامة لدى النظام يمكن استغلالها بصورة مثلى لفضح ممارسات النظام وانتهاكاته لحقوق الإنسان .  

 

   


Send any comments about our site to [email protected].